أدب فتوى الدفاع المقدسة
وارث.. شهيد العاشر من محرم الذي ابتسم الامام لحسين (علية السلام)
2025/10/02
بقلم \ أكرم علي الداوودي
في ذاكرة الأيام التي لا تُمحى، يسطع اسم الشهيد الإعلامي لؤي صادق مشعل الشمري، المعروف بين رفاقه بلقب (وارث)، ذلك الشاب البغدادي المولود عام 1994، الذي نذر نفسه للوطن والعقيدة، فلبّى نداء المرجعية العليا وانصاع للفتوى المباركة مدافعاً عن الوطن.
كان "وارث" أحد مقاتلي اللواء 12 في الحشد الشعبي، يحمل قلمه وكاميرته بيد، وسلاحه بيد أخرى، يوثق بطولات إخوانه وينقل للعالم صورة الجهاد الحقيقي.
لكن القدر شاء أن تكون عدسته الأخيرة دموعاً من نور خطّتها السماء، يوم التحق بركب الشهداء.
في مساء اليوم العاشر من محرم الحرام عام 2017، جلس "وارث" بين أصحابه بعد صلاة المغرب، يقرأ دعاء كميل بصوت خاشع، ثم تلاه بزيارة عاشوراء.
اذ كان صوته يرتجف بخشوع، وكأنّه يستعد لرحلة أبدية. التفت إليه أحد رفاقه وسأله: "ما بك يا وارث؟ لست على بعضك اليوم." ابتسم ابتسامة الواثق وأجاب: "اليوم هو العاشر من محرم، وهنيئاً لأي شخص ينال الشهادة في هذا اليوم."
بعد ساعات قليلة فقط، دوّى صوت المعركة في جبال مكحول ضمن قاطع عمليات تحرير الحويجة. اندفع "وارث" بين الصفوف، بلا درع يقيه الرصاص، يهتف من أعماق روحه:
"لبّيك يا رسول الله، لبّيك يا حسين"، وكل رصاصة يطلقها كانت ممزوجة بنداء: "يا فاطمة الزهراء"
كان يحثّ رفاقه قائلًا: "كونوا من أنصار الحسين، اليوم هو عاشوراء، لا تضيّعوا هذه الفرصة".
قاتل حتى آخر نفس، حتى آخر طلقة، حتى لحظة ارتقاء روحه الطاهرة.
وعلى ثغر ابتسامته، عُلّقت بشائر النصر، وكأنّها تعلن أنه لم يمت بل التحق بركب سيد الشهداء (عليه السلام).
في الثاني من تشرين الأول 2017، الموافق العاشر من محرم الحرام، ارتقى الشهيد الإعلامي لؤي صادق مشعل الشمري (وارث) إلى عليين، تاركاً خلفه حكاية من نور، وقصة وفاء ستبقى تتردد على الألسن: حكاية شابٍ حمل الرسالة والإيمان، واستشهد مبتسمًا، كما يُستشهد العاشقون عند أعتاب الامام الحسين (علية السلام).
صور من الخبر