أدب فتوى الدفاع المقدسة
رافد الخير.. قصة الشهيد السعيد "رافد عبد الواحد" بعيون أدبية
2024/10/05
تاريخ التولد: 10 / 9 / 1966

تاريخ الاستشهاد: 2 / 12 / 2015

مكان الاستشهاد: جبال مكحول

محل السكن: محافظة بغداد

الشهيد أحد ابطال لواء علي الأكبر (u)



الشهادة ليست مصادفة، جملة استوقفتني كثيراً، كنت ابحث عن مصاديقها في بيوت الشهداء واحد تلو الأخر.. في محولة مني لفهم التوفيق الذي يختص الله به عباده وهو يمنحهم كرامة الابد وشفاعة لا ترُد..

رافد عبد الواحد فرج اللامي شهيد آخر على درب الفتوى لحفظ الأرض والعرض والمقدسات، شهيداً أدرك قيمة طريقه وهو يوصي من بعده بالثبات واسناد الفتوى وملازمة درب الحسين (u)..

بيت متواضع صغير لم تكمل نواقص بنائه بعد..

ثمة حاجات هنا وهناك أغفل إنجازها فالوقت لا يسمح له بالكثير..

ها هما اخواه أحدهما في الحشد وآخر رابط مع قوافل الدعم التي يجهزها الجامع والمتبرعون للمتطوعين على السواتر..

اسمع من أمراته عزمه الذي لا يلين حتى بعد تعرضه لإصابة في احدى المعارك، ثم التحاقه سريعاً ما ان تماثل للشفاء..

رافد رغم كل ذلك كان يشكر الله، كان قد وعى ببصيرته هو ان الدنيا وعظيم الآخرة، والام من ذا الذي يترك ولده اليافع الذي لم يبلغ الحلم بعد وحيداً في هذه الحياة، ربما هي ثقتهً بالله عزوجل وهو يسمع ان الله يتولى رعاية أولاد الشهداء، اذن فولده بأمان..

(علي) الصغير كان ولداً جميلاً بكل ما للكلمة من معنى، انيقاً بكلماته الولائية وصدق تعبيره وهو يستقبل المعزين فيزيدهم عزماً وفخراً..

ولد هذا الولد لرافد بعد (اثنتي عشر) سنة زواج ولم يرزق غيره، وكأن الله عزوجل قد ذخر له هذه الدرة الثمينة..

كنت انظر اليه يلوذ بوالدته كعصفورٍ صغير يلامس جسدها المنهك بالحزن والدموع، يهمس بأذنها بكلماته فتمسح الدمع فوراً..

لا اعرف أتشفق عليه ام تخجل منه لكنها كانت تقول.. "هو كوالده لا يتحمل ان ابكي امامه"..

ولكن (علي) كان أكبر مما تصورت بكثير..

عرفته حين قرأت الرسالة التي سطرها امامي في احدى زوايا المنزل باعثا بها مع وفد مركز الحوراء زينب للعتبة الحسينية..

كلمات ولائية لا يجيدها غير رجل وقف على ساتر القتال.. سألته من اين لك هذا العزم؟!

اما كنت تخاف على والدك من الموت؟

اجابني بسؤال ابلغ حين قال:

"كان والدي يعرف طريقه، وكان يرتدي زيه في ليلة الالتحاق ليصبح به مهيأ ولا تؤخره الدقائق واللحظات".

أبعد هذا على ان استغرب تلك الجملة حقاً؟

ان الشهادة ليست مصادفة.. بل كرامة تليق بمن يحملها في روحه بعزم..

كلمات تلك الرسالة شغلتني عما كان يدور حولي فلم انتبه لكل ما دار من حديث..

الا أنى سمعت والدته تعقب انه كان مداناً بمبلغ من المال لابن خالته وزوج اخته لم يسعه الحال والوقت لردها، فما كان من هذا الأخير إلا ان يستقبل النعش بعبرة الاعتذار وحسرة الفراق ليعلن أمام الملأ أن "دين الشهيد وصل"، مبرئ الذمة يا رافد فلا تحمل هم شيء وانت تصعد الى الله..