اعترافات مقاتل.
2024/11/29
اني المقاتل (مشتاق فليح العامري) طالب علوم دينية في مدرسة فدك للعلوم الحوزوية التحقت في صفوف القوات الامنية بعد اعلان الفتوى المباركة، كان قاطعنا المنطقة الغربية في هيت وحديثة، وكان التحاقنا بواسطة الطيران العسكري من مطار بغداد إلى قاعدة عين الاسد في البغدادي.
وكان واجبي من محورين الاول هو القتال، والثاني نشر العلوم الاسلامية علوم محمد وآل محمد بين صفوف المقاتلين....
وبعد سقوط المناطق الغربية بيد داعش الإرهابي، أصبحنا وسط الإرهاب، مع اننا كنا مسيطرين على قاطعنا، وكثيرا ما حاول الإرهابيون ان يحتلوا المناطق التي تحت سيطرتنا، ولكن عزيمة الرجال الغيارى المستمدة من عزيمة أبي الأحرار في كربلاء، ابت أن تهتز، وقاومناهم بما أوتينا من قوة إيمان، وإن كان ينقصنا عنهم أحياناً العدة والعدد، ولكننا كنا ننتصر، وقتلنا بأيدينا كثيراً منهم.......
وذات يوم وكنتُ أنا في إجازة دورية، سمعت بحصار قاعدة عين الاسد، فكان الطيران لا يستطيع ان يوصلنا الى وحدتنا الاصدفة، وبقينا في اجازتنا اكثر من أربعين يوما في الاثناء اتصل بي صديقي (محسن حماد) من اهالي القرنة وقال لي انه سوف يلتحق غدا!
رددت عليه مندهشاً، ولكن الوضع ليس آمناً للطيران.
فأجاب بتصميم وإصرار، لا يعرفه إلا من طبق أسرار كربلاء بصورة عملية في سوح الجهاد:- انا
سوف اتكل على الله !
- ولم العجلة وانت في بيتك الجميل؟
- ولكن الشهادة اجمل !
تركته ليلتحق، وحقا وجد طائرة تقله الى مقرنا اتصل بي وقال ان الوضع خطير جدا.
حاولت الالتحاق بعده، فلم أجد طائرة تقلني إلى مقر وحدتي، وبعد اسبوع ابلغوني بأن صديقي محسناً نال شرف الشهادة في قرية جبة شرق حديثة، أضرم هذا الخبر نار العزم في صدري للالتحاق، وأجج سعير الشوق في فؤادي للجهاد، وبالفعل، وصلت الى وحدتي، وصورة رفيق البطولة تحبب لنا البطولة، وفوزه بالشهادة، رغبنا بالشهادة.
وبالفعل، حررنا مناطق كبيرة، وبعد مرور شهر جاءني خبر بأن والدتي مريضة، وهي ترقد في المشفى، عملوا لها فحوصات وكانت النتيجة اصابتها بمرض السرطان، قلتُ في نفسي، واجب الأم كبير علي، ولكن واجب الدين والمذهب علي أكبر، توكلت على الله ورفضت النزول، وبقيت لمدة شهرين في ساحات القتال حتى تمكنا من فك الحصار بأخذ العزم من امامنا الحسين وأصحابه، ومن شهدائنا؛ لأنهم رمز قوتنا، ونسأل الله أن يوفقنا وينصرنا على الاعداء، والحمد لله رب العالمين.