أدب فتوى الدفاع المقدسة
الشهيد وسام كاظم الحميداوي: قصة بطل خط بدمه ميثاق الدفاع عن المقدسات
2024/12/30
الشهيد السعيد: وسام كاظم الحميداوي
الولادة: بغداد ١٩٨٥
الشهادة: الإسحاقي ٢٨ / ٥ / ٢٠١٥
ولد الشهيد (وسام) كاظم الحميداوي) سنة ١٩٨٥ في مدينة الصدر، مدينة الصمود والفداء والتحدي.
نشأ في منطقة بيوتها المتواضعة، ودرس في احدى مدارسها، منهياً لدراسة الابتدائية، كان ملتزما دينياً، يحب المشاركة في المواكب الحسينية.
قاوم الاحتلال الامريكي، وله مواقف جهادية معروفة، ولهذا السبب عندما تشكل لواء (اليوم الموعود) كان من عناصره البارزة، وبذل جهوداً كبيرة في التضحية واعداد المجاهدين، وكانت علاقاته قوية بأسرته خصوصاً مع والدته وفي ذات يوم جاءها بهدوء الليل بوجه مبتسم، ليحدثها عن فتوى المرجعية في الدفاع الكفائي عن العراق ومقدساته، وعزمه على الانخراط في صفوف الحشد الشعبي.
فردت عليه قائلة: يا بني كفى بقلبي تكدراً بفراق أخويك (عادل وحسام).
لقد تعرض عادل إلى صدمة كهربائية اثناء عمله، اما حسام فقد استشهد إثر انفجار إرهابي في منطقته، وقد ترك فراق ولديها حزناً عميقاً بعد صمت دام عدة أيام.
رأت أم وسام ولدها حزيناً، وعيناه غائرتان من شدة الحزن؛ لأنه كان مشتاقاً إلى ساحات المقاومة، بقيت أم وسام متحيرة باتخاذ قرارها، وفجأة حسمت امرها وتوجهت إلى غرفة ولدها مخاطبة اياه: اذهب عسى ان تنال ما تريده وارفع رأسي عند الزهراء في الدفاع عن حرمة أبناء الرسول صلى الله عليه وسلم ولا تدع العصابات الاجرامية تطال مراقدهم.
وفي أحد الأيام خرج وسام من بيته مودعاً، والدته، وزوجته واطفاله، بينما كان هناك صوت ينبعث من زوجته، لا تذهب ابق الى جانبنا تدعمنا بحبك وحنانك لنا فنحن بحاجة اليك. فرد عليها: (لا تخافي سأعود اليكم بأقرب وقت إن شاء الله).
كادت الدموع تنهمر من عينيها وارادت ان تثنيه عن رغبته، لكنها تذكرت صبر السيدة زينب السلام برحيل إخوتها الإمام الحسين والعباس الا في معركة الطف، خرجت والدته من بعده حاملة كأساً من الماء ترشه خلفه كأي أم عراقية تقوم بتوديع عزيز قلبها أملاً في رجوعه اليها وهي
تتمتم: وتردد الدعوات بحفظه.
يا بني أنت بعين الله، وما انت إلا قربان لأبناء فاطمة، جاءه صديقه هيثم ليصطحبه معه إلى الجبهة، فذهبا سوياً كأمجاد القمر حين تبتسم السماء وتغير الحياة يمضيان كالقسيم، ويقطنان بواحات الزهور الحمراء، مودعين أهلهما وجيرانهما.
وصل (وسام) وهيثم إلى سامراء، وكل واحد منهما ممتلئ قوة وعزيمة، لا يعرفان سوى الجد والالتزام، أخذ وسام وصديقه يقاتلان قتال الابطال في ميدان الوغى تحت عنق القذائف والعبوات الناسفة.
كان وسام بدوره يفكك العبوات الناسفة الواحدة تلو الأخرى لا يهاب الموت كفارس مقدام على المنية، وبعد لحظات جاءت فترة من سكون الحرب، وسام اراد ان يصعد الى التل، لإنزال الراية الداعشية، لكن هيثم قال: (لا عليك اتركها)
أصر وسام على الصعود، فما هي الا لحظات حتى انفجرت تحته عبوة مزروعة تحت تلك الراية
اللعينة.
سقط وسام صريعاً على الأرض فامتزج دمه ولحمه بتربة وطنه كسيل الماء النقي على بستان أخضر. ذهب هيثم ليحضنه بين صدره فما وجد إلا ابتسامة على وجهه تقول: (الحمد الله نلت الشهادة).