أدب فتوى الدفاع المقدسة
بيروت تهدر بالمقاومة.. وتدد إنا على العهد
2025/02/24

بقلم أكرم علي الداوودي

في يوم شُقَّ فيه صدرُ الزمان، ليُخطّ في سجلِّ التاريخ ملحمةً جديدة، اجتاحت بيروت – عاصمةُ المقاومة والكرامة – مشاهدٌ انفجرت كالشعلة، توهجت في عيون الأحرار، ورفعت قبضات الوحدة نحو السماء. كان وداع السيد حسن نصر الله، قائد المقاومة المتألّق، ورفيق دربه السيد هاشم صفي الدين (رحمهم الله) أكثر من مجرد جنازة، بل كان رسالةً مدويةً، محفورةً بنيران العزيمة، وصلت إلى الأصدقاء قبل الأعداء، مؤكدةً أن المقاومة قدرٌ لا رجعة فيه.
لقد أحاطت الجماهير برموزها كالسيل الهادر، تُلقي بأكفان اليأس على أحلام المحتلين، وتعلن أنَّ المقاومة ليست مجرد شعار، بل عقيدة تسري في العروق كالشمس.
ففي لحظة وداع القادة، لم يكن المشهد مجرد موكبٍ جنائزي، بل زلزالًا ارتعدت له أركانُ الكيانِ الصهيونيِّ وحلفائه، وأثبت أن محاولاتهم لاجتثاث الإيمان من قلوب الملايين باءت بالفشل.
ثمانون دولة تحت سماء بيروت.. وملايين الأنظار بترقبٍ ورهبة
على امتداد المشهد، اصطف مليون وأربعمائة ألف قلبٍ نابض، يهتفون باسم المقاومة، تحت أنظار العالم الذي راقب برهبةٍ لحظةَ الحسم، حيث لم يعد شعارُ "هيهات منا الذلة" محليًا، بل تحوَّل إلى هتافٍ عالميٍّ يوحّد أحرار الأرض في بوتقة المصير الواحد.
الكبار رسموا بالأمسِ بدمائهم عهدًا جديدًا، خطّوهُ بوهجِ العزيمة على صفحاتِ التاريخ، فالمقاومةُ ليست خيارًا بل مصيرُ أمّةٍ. وبينما كان الأطفالُ – ببراءتهم الثائرة – يرفعون أصواتهم كالرعدِ المبشّرِ بطوفانِ التحريرِ القادم، كانت الأمة تتقدم بخطواتٍ واثقةٍ نحو المستقبل، حيث لا مكان إلا للعزة والكرامة.
إنَّ بيروت، التي لطالما كانت حصنَ الصمود، تُعلن اليوم أن مسيرة المقاومة لا تنتهي برحيل القادة، بل تتجذّرُ أكثر، وتزداد اشتعالًا في قلوب المؤمنين بها. فكما استلهم المقاومون شعارهم من ملحمة كربلاء، فإنهم اليوم يجددون عهدهم بأن درب التحريرِ طويل، لكنه حتمي، وأنَّ الاحتلالَ – مهما تكالب خلفه المتآمرون – سيجد نفسه يومًا محاصرًا بزئير الأحرار، الذين لا يعرفون للهزيمة طريقًا.
صور من الخبر