بقلم: - حميد كريم

والدي العزيز ابا سامر: حزنك مزق كفني حتى اختلط بياضه بوشاح السواد.
ودموعك اغرقت لحدي حتى طفت بين امواجها.
ونحيبك في ظلمات الليل الساكن صرخات هزت جدران قبري.
وكل كلمة تطلقها يا به سامر) تمزق اوصال المقبرة!
صمت عن الطعام والشراب وعوضتهما بتدخين السكائر التي لا تعرف الوانها سابقا، وابدلت
ابتسامة الحزن العريضة بابتساماتك الجميلة.
والدي العزيز: دعني انام قرير العين.
دعني اتمتع بعبير الجنة ونسمات هوائها الرباني ...
والدي العزيز: افرح بي وابتسم، رفعت رأسك عاليا، ورفعت رأس العراق.
والدي العزيز: فارقتك من أجل أب أغلى منك هو العراق وشعبه، وفارقت أمي لأجل ام اغلى منها هي دجلة.
والدي العزيز: استحلفك بالله العظيم وكتابه الكريم، ورسوله الامين وبيته العتيق، وبالعراق وشعب العراق، ان تنزع ثوب الحزن وترتدي ثوب البياض، وتغير خيوط الحزن المرسومة على وجهك بخيوط الفرح والسعادة.
ضع والدتي واخوتي بين جناحيك؛ لتواكب معهم مسيرة الحياة، ولا تجعل من البيت بحزنك ظلاماً كظلام الليل الدامس، آمن بقول الله تعالى ﴿وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ).
انت تتعذب لفراقي، وانا اتعذب الحزنك، هذه رتبتي بين يديك امانة، كلما اشتقت لي شمها، فستجد رائحة كتفي فيها، وخيوط دمي تعانقها
والدي ابدل قولك حزن يعقوب) بوالد الشهيد سامر.
الشهيد الملازم اول سامر فوزي مراد من اخوتنا السنة من محافظة صلاح الدين.