أدب فتوى الدفاع المقدسة
مآثر من صفحات التاريخ.. الشهيدان السعيدان: خنصرالعيساوي و (ابنه رياض)
2025/06/16
الشهيدان السعيدان: خنصر منخي العيساوي و (ابنه رياض)
الولادة: البصرة ١٩٥١
الشهادة: قاطع الثرثار ٢٠١٦/١/١٣
التشكيل: اللواء السابع
عائلة مجاهدة ملؤها العطاء مستمدة ذلك من ملحمة كربلاء، ففي سبيل الحق تسترخص الأرواح والدماء، سجل حافل بالتضحيات عائلة مطاردة من قبل عصابات البعث المجرم، اتخذ المجاهد (أبو رياض) من الأهوار قاعدة لعمله الجهادي، وعندما انطلقت الانتفاضة الشعبانية ترك بصمة واضحة فيها، اعتقل وسجن لأكثر من مرة وتعرضت عائلته إلى الملاحقة حتى اعتقلت زوجته، وصودرت امواله واحترقت ممتلكاته فاضطر الشهيد الى مغادرة محافظته ليستقر مع أطفاله الصغار في خربة في منطقة نائية في الكوت، ومع هذا لم يسلم من متابعة المخابرات الصدامية، فانتقل لأجل ذلك الى (ميسان - العمارة) ليستقر في أهوارها.
وبعد زوال الصنم ودخول الاحتلال الامريكي، رجع الشهيد إلى محافظته ليفتح صفحة جديدة من تأريخه الجهادي بمقاومة الاحتلال الأمريكي، حيث شارك في عمليات المقاومة، وبسبب نشاطه هذا تعرض الجهادي هذا للمطاردة من قبل الامريكان.
كان الشهيد أبو رياض رجلاً مقبولاً في وسط مجتمعه يسعى إلى خدمة الناس وحل مشاكلهم محبوباً من الجميع، ملتزماً بزيارة الائمة، وحضور وإحياء المجالس الحسينية، كريم النفس، يساعد الفقراء والايتام.
التحق بصفوف الحشد المقدس ضمن تشكيلات لواء المنتظر ليقاتل الزمر الداعشية هو ومجموعة من المجاهدين من محافظة البصرة، شارك في معارك (اليوسفية، والكرغول، والرميلات، وعزيز بلد، وجرف النصر، والزلاية، والنباعي، ومنشأة المثنى فكان معراجه في قاطع الثرثار، عندما تعرضت قوات لواء المنتظر المرابطة في منطقة (البزل) القريبة من بحيرة الثرثار الى حصار لمدة ثلاثة أيام، حيث شُنَّ عليهم هجوم من جهة النباعي ودارت معارك ضارية بينهم وبين الدواعش صمد فيها المجاهدون رغم محاصرتهم وانقطاع المدد عنهم، وكان الشهيد ابو رياض يقاتل العدو مع ابنه رياض الذي أُصيب
برصاصات غادرة فوقع شهيدا وبعده بلحظات التحق الاب بالابن لتكتمل قصة العشق الملكوتي والتاريخ الجهادي لهذه العائلة المضحية.
فالشهيد رياض كان حقا كما يقال : هذا الشبل من ذاك الاسد)، فلقد عانى معاناة ابيه من مطاردة زمر البعث لهم والتنقل بين المحافظات الا انه بقي صامدا مع ابيه حيث سطرا تاريخا جهاديا حافلا بأروع صور التضحية والفداء، وشعوره بالمسؤولية جعل له دوراً كبيراً في القضاء على عصابات التخريب في البصرة، فصفتا الجهاد وخدمة الناس متلازمتان له، وعندما جاءت الفتوى بالجهاد ضد عصابات داعش كان الشهيد مع ابيه من اوائل المنضمين الى صفوف الحشد وشارك في جميع العمليات التي خاضها لواء المنتظر وقاتل مع ابيه قتال الابطال حتى رحلا معا في تلك المعركة، ليسطرا قصة رائعة في البطولة والتضحية ستبقى فخرا لهم ولأولادهم على مر الزمن.