أدب فتوى الدفاع المقدسة
بطل لا يهاب الموت
2025/03/09
ولد الشهيد هشام عدنان إبراهيم البياتي في العاصمة بغداد عام 1973م، ونشأ في كنف أسرةٍ عُرفت بحبها لأهل البيت (عليهم السلام) وولائها لمبادئهم. وعندما صدحت الفتوى المباركة للدفاع عن العراق ومقدساته، كان من أوائل الملبّين لها، غير آبهٍ بالخطر، مؤمناً بأن طريق الجهاد هو امتداد لمدرسة أبي الفضل العباس (عليه السلام).
في ساحات القتال، كان الشهيد هشام مثالاً نادراً للشجاعة والإقدام، حتى أن رفاقه في المعركة كانوا يشعرون بالقوة حين يسمعون صوته. لم يكن يعرف للخوف طريقاً، بل كان يستهين بأعدائه إلى درجةٍ جعلت أحد رفاقه يتساءل إن كان يمتلك قلباً كبقية البشر! ففي إحدى الهجمات، كان الفاصل بينه وبين العصابات الداعشية بضعة أمتار فقط، ومع ذلك، لم يتردد في مواجهة العدو بكل جسارة، حتى أنه كان يرمي القنابل اليدوية عليهم بقدمه، في مشهدٍ يختصر إيمانه العميق بالنصر أو الشهادة.
عرفه المجاهدون بكنية "أبي حمزة"، رغم أن كثيرين لم يعرفوا سببها، لكن ما كان جلياً للجميع هو عشقه العميق لمولاه أبي الفضل العباس (عليه السلام). كان إذا سمع اسمه احمرّ وجهه، مردداً بخشوع: "السلام على أبي الفضل". وفي إحدى المرات، سمعه أحد رفاقه يقول بثقةٍ مطلقة: "نحن سننتصر لأننا من مدرسة أبي الفضل العباس (عليه السلام)".
استشهد البطل هشام البياتي عام 2016 في جبال مكحول، حيث كان يقاتل في الخطوط الأمامية، ثابتاً على عهده، ماضياً في طريق الحسين (عليه السلام)، ليكون أثرًا خالدًا من مدرسة أبي الفضل، وشاهداً على ملحمة الإيثار والفداء التي خطها رجال الفتوى المباركة.
صور من الخبر